Pas à pas... خطوة بخطوة

بحوث في النَفَسِيّة

إنسياق متموضع

Recherches Spirites


Dérive situationniste


« Naître, mourir, renaître encore et progresser sans cesse, telle est la loi »

« ولادة ثم ممات ثم ولادة مجددا مرة بعد أخرى، فتطور دون هوادة؛ تلك هي سنة الحياة !»

De l'âme à l'Esprit من الروح إلى النفس

خلافا لما يذهب إليه البعض، من باب التعريب الحرفي، من ترجمة Spiritisme إلى الأرواحية، فإني أعتقد أن أفضل ترجمة لهذه الكلمة هي ما ارتأيت وكما أبينه في هذه المدونة؛ فالترجمة الأفضل لكلمة Esprit هي النفس، بينما تبقى الروح مرادفة لكلمة Âme؛ وبذلك يكون التعريب الآصح لكلمة Spiritisme هو : النفسية، بتحريك النون والفاء.

Esprit et âme en islam (1) النفس والروح في الإسلام


Si nous retenons dans ce blog le terme نفس pour exprimer celui d'esprit, il reste que ce dernier terme, tout comme en français, se confond assez facilement avec celui d'âme en arabe, soit  روح .
Afin d'apporter quelque éclairage sur ces deux notions d'un point de vue islamique, nous reproduisons ci-après (sur deux articles) des considérations à ce sujet issues du site du docteur Hassan Ali AbdelHamid consultable sur son site en arabe indiqué en bas de chaque article.

Le premier de ces deux articles porte sur la distinction entre les deux termes de نفس et روح ; le deuxième traite plus spécifiquement de la définition de l'esprit النفس .
Il est à noter aussi que nous avons rajouté à l'article original la précision des versets et sourates du Coran cités outre d'infimes améliorations de présentation et quelques rectifications, notamment pour des erreurs qui s'étaient glissées dans le texte coranique. 
الفرق‭ ‬بين‭ ‬النفس‭ ‬و‭ ‬الروح
من‭ ‬خلال‭ ‬دراستنا‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النفس‭ ‬البشرية،‭ ‬طرحنا‭ ‬السؤال‭ ‬آلاتي‭ ‬على‭ ‬الأخ‭ ‬الأستاذ‭ ‬والشيخ‭ ‬عطية‭ ‬صقر‭ ‬مفتي‭ ‬بشبكة‭ ‬إسلام‭ ‬اون‭ ‬لاين،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقع‭ ‬الشبكة‭ ‬على‭ ‬الانترنيت‭ ‬بتاريخ‭   ‬21/12/1421‭ ‬هجري،‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬نص‭ ‬السؤال‭ :‬
بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم،‭ ‬متى‭ ‬تدخل‭ ‬الروح‭ ‬إلي‭ ‬الجسد‭ ‬وإيضاح‭ ‬الدليل،‭ ‬و‭ ‬متى‭ ‬تدخل‭ ‬النفس ‭  ‬إلى‭ ‬الجسد‭ ‬وإيضاح‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬النفس‭ ‬و‭ ‬الروح‭....‬؟
و‭ ‬كان‭ ‬جوابه‭ ‬بتاريخ‭ ‬11/3/2001‭ ‬مسيحي،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭ :‬
بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم‭ , ‬و‭ ‬الصلاة‭ ‬و‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬و‭ ‬عليكم‭ ‬السلام‭ ‬و‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته؛‭ ‬وبعد،‭ ‬تدخل‭ ‬الروح‭ ‬الجسم‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬وعشرون‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الحمل،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬الصحيح: ‬*‭...‬أن‭ ‬أحدكم‭ ‬ليجمع‭ ‬خلقه‭ ‬في‭ ‬بطن‭ ‬أمه‭ ‬أربعين‭ ‬يوماً‭ ‬نطفة،‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬علقة‭ ‬مثل‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬مضغة‭ ‬مثل‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬يأتيه‭ ‬الملك‭ ‬فينفخ‭ ‬فيه‭ ‬الروح‭...‬* الحديث؛‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬النفس‭ ‬هي‭ ‬الروح‭ ‬فلا‭ ‬إشكال،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬شيئاً‭ ‬آخر،‭ ‬فالله‭ ‬اعلم‭ ‬بآمر‭ ‬دخولها‭ ‬الجسم،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬حجة؛‭ ‬ولذلك ‭  ‬اختلف‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬حقيقة‭ ‬النفس‭ ‬والروح‭ ‬والعلاقة‭ ‬بينهما؛‭ ‬والأفضل‭ ‬تفويض‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لله‭...‬
ونستنتج‭ ‬من‭ ‬إجابة‭ ‬الشيخ‭ ‬عطية‭ ‬صقر‭ ‬الحقائق‭ ‬التالية‭ :‬
       ‭  ‬1‭/ ‬أن‭ ‬الروح‭ ‬تدخل‭ ‬جسد‭ ‬الجنين‭ ‬و‭ ‬بنص‭ ‬الحديث‭ ‬الصحيح‭ ‬بعد‭ ‬مائة‭ ‬وعشرين‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬تخلقه‭ .‬
       ‭  ‬2‭/ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬والفارق‭ ‬بين‭ ‬الروح‭ ‬والنفس‭ .‬
       ‭  ‬3‭/ ‬أما‭ ‬علماء‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬فانهم‭ ‬يفوضون‭ ‬الأمر‭ ‬لله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬
وعليه‭ ‬فإننا‭ ‬نرى‭ ‬بان‭ ‬هناك‭ ‬فارق‭ ‬بين‭ ‬  ‭  ‬المسميين،‭ ‬و‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬شئ‭ ‬مخالف‭ ‬للآخر‭. ‬ونستشهد‭ ‬على ‭  ‬ذلك‭ ‬بآلاتي‭ ‬ذكره ‭:‬
       ‭  ‬1‭/ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬القرآني ‭  ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬خطاب‭ ‬موجه‭ ‬من‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬للروح‭ , ‬بينما‭ ‬يوجد‭ ‬مخاطبة‭ ‬للنفس‭ ‬البشرية،‭ ‬و‭ ‬منها‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬يا‭ ‬ايتها‭ ‬النفس‭ ‬المطمئنة‭*‬ارجعي‭ ‬الى‭ ‬ربك‭ ‬راضية‭ ‬مرضية‭*‬—الفجر‭ ‬٢٧‭-‬٢٨ 
       ‭  ‬ ‭/‬2‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تذوق‭ ‬الموت؛‭ ‬يقول‭ ‬تعالى: ‬‭*‬كل‭ ‬نفس‭ ‬ذائقة‭ ‬الموت‭ ‬وانما‭ ‬توفون‭ ‬اجوركم‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬فمن‭ ‬زحزح‭ ‬عن‭ ‬النار‭ ‬وادخل‭ ‬الجنة‭ ‬فقد‭ ‬فاز‭ ‬وما‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬الا‭ ‬متاع‭ ‬الغرور‭*‬—آل‭ ‬عمران‭ ‬١٨٥
   ‭  ‬3 ‭  / ‬أوقف‭ ‬آمر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الروح،‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬ويسئلونك‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬قل‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬ربي‭ ‬وما‭ ‬أوتيتم‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬الا‭ ‬قليلا‭*‬—الإسراء‭ ‬٨٥‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ النفس‭ ‬وفي‭ ‬النفس‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬وفي‭ ‬أنفسكم‭ ‬افلا‭ ‬تبصرون‭* ‬—الذاريات‭ ‬٢١
       ‭  ‬4‭/‬ ‭  ‬و‭ ‬قد‭ ‬وردت‭ ‬لفظة‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬آيات‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭  ‬عدد‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬مرة،‭ ‬ووردت‭ ‬لفظة‭ ‬النفس‭ ‬عدد‭ ‬مأتي‭ ‬وثمانية‭ ‬وتسعون‭ ‬مرة‭ .‬
        ‭  ‬5‭/ ‬هناك‭ ‬اختلاف ‭  ‬في‭ ‬وصف‭ ‬الخلق‭ ‬وتركيب‭ ‬عناصر‭ ‬الإنسان‭ ‬بين‭ ‬الروح‭ ‬و‭ ‬النفس،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬تعالى: ‬‭*‬ثم‭ ‬سواه‭ ‬و‭ ‬نفخ‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬روحه‭ ‬و‭ ‬جعل‭ ‬لكم‭ ‬السمع‭ ‬والأبصار‭ ‬و‭ ‬الافئدة‭ ‬قليلا‭ ‬ما‭ ‬تشكرون‭*‬—‭ ‬السجدة‭ ‬٩‭ ‬،‭  ‬بينما‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬النفس‭ , ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬و‭ ‬نفس‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬سواها‭ *‬فالهمها‭ ‬فجورها‭ ‬و‭ ‬تقواها‭*‬—‭ ‬الشمس٧‭-‬٨‭ ‬،‭  ‬وهناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬النفخ‭ ‬والتسوية‭.‬
       ‭  ‬6‭/ ‬دخول‭ ‬الروح،‭ ‬وحسب‭ ‬نصوص‭ ‬الأحاديث‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشان‭ ‬بأنها‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬الحمل‭ ‬بينما‭ ‬سوف‭ ‬نجد‭ ‬دخول‭ ‬النفس‭ ‬وبالدلائل‭ ‬القاطعة‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬يكون‭ ‬دخولها‭ ‬الجسد‭ ‬عند‭ ‬لحظة‭ ‬الميلاد‭.‬ 
       ‭  ‬7‭/ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تقبض‭ ‬بواسطة‭ ‬الملك‭ ‬الموكل‭ ‬بذلك‭ ‬عند‭ ‬وفاة‭ ‬النفس‭ ‬وموت‭ ‬الجسد،‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬النصوص‭ ‬الصحيحة‭ ‬الــــــواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬بينما ‭  ‬النفس‭ ‬تتوفى‭ ‬ولا‭ ‬تقبض‭ ‬وتكون‭ ‬رهينة‭ ‬للقبر‭ ‬لتنال‭ ‬العذاب‭ ‬اوالثواب‭ ‬داخل‭ ‬القبر‭ ‬حتى‭ ‬ساعة‭ ‬حساب‭ ‬العالمين‭.‬
       ‭  ‬8‭/ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تنال‭ ‬العذاب،‭ ‬بينما‭ ‬العذاب‭ ‬للنفس،‭ ‬و‭ ‬نفترض‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬نفخة‭ ‬من‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬و‭ ‬جل‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لتعذيبها‭ ‬فهي‭ ‬منه‭ ‬و‭ ‬ستعود‭ ‬إليه‭.‬
       ‭  ‬9‭/‬يورد‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭ ‬حقيقة‭ ‬نفخ‭ ‬الروح‭ ‬بالنسبة‭ ‬للإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬في‭ ‬القران‭ ‬او‭ ‬الأثر‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬كائنات‭ ‬حية‭ ‬أخرى‭ ‬تنفخ‭ ‬فيها‭ ‬الروح‭.‬
       ‭  ‬10‭/‬ ‭  ‬هناك‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة ‭  ‬التحليلية ‭  ‬فقالت‭ ‬طائفة، ‭  ‬وهم‭ ‬آهل‭ ‬الأثر‭: ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬غير‭ ‬النفس،‭ ‬و‭ ‬النفس‭ ‬غير‭ ‬الروح،‭ ‬وقوام‭ ‬النفس‭ ‬بالروح،‭ ‬والنفس‭ ‬صورة‭ ‬العبد،‭ ‬والهوى‭ ‬والشهوة‭ ‬والبلاء‭ ‬معجون‭ ‬فيها،‭ ‬ولا‭ ‬عدو‭ ‬أعدى‭ ‬لأبن‭ ‬آدم‭ ‬من‭ ‬نفسه، ‭  ‬فالنفس‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬إلا‭ ‬الدنيا‭ ‬ولا‭ ‬تحب‭ ‬إلا‭ ‬إياها،‭ ‬والروح‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الآخرة‭ ‬و‭ ‬تؤثرها؛‭ ‬وجعل‭ ‬الهوى‭ ‬تبعاً‭ ‬للنفس‭ ‬والشيطان،‭ ‬تتبع‭ ‬النفس‭ ‬والهوى‭ ‬والملك‭ ‬مع‭ ‬العقل‭ ‬مع‭ ‬الروح،‭ ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬يمدهما‭ ‬بإلهامه‭ ‬و‭ ‬توفيقه‭.‬
       ‭  ‬11‭/ ‬و‭ ‬يذكر‭ ‬عن‭ ‬ جعفر‭ ‬بن‭ ‬حرب‭ ‬قوله‭ : ‬النفس‭ ‬عرض‭ ‬من‭ ‬اعرض‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجسم‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الآلات‭ ‬التي‭ ‬يستعين‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬كالصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬شبههما‭ ‬و‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬موصولة‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬الجواهر‭ ‬و‭ ‬الأجسام‭.‬
       ‭  ‬12‭/ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬لفظة‭ ‬الروح‭ : ‬لا‭ ‬تطلق‭ ‬على‭ ‬البدن‭ ‬لا‭ ‬بانفراده‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬مع‭ ‬النفس،‭ ‬و‭ ‬تطلق‭ ‬لفظة‭ ‬الروح‭ ‬على‭ ‬القران‭ ‬الذي‭ ‬اوحاه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬إلى‭ ‬رسوله؛ قال‭ ‬تعالى‭: ‬‭*‬و‭ ‬كذلك‭ ‬أوحينا‭ ‬إليك‭ ‬روحاً‭ ‬من‭ ‬أمرنا‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬تدري‭ ‬ما‭ ‬الكتاب‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬الإيمان‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬جعلناه‭ ‬نورا‭ ‬نهدي‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬نشاء‭ ‬من‭ ‬عبادنا‭ ‬وإنك‭ ‬لتهدي‭ ‬الى‭ ‬صراط‭ ‬مستقيم‭*‬—الشورى‭ ‬٥٢‭ ‬، و‭ ‬على‭ ‬الوحي‭ ‬الذي‭ ‬يوحيه‭ ‬إلي‭ ‬أنبيائه‭ ‬و‭ ‬رسله،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬تطلق‭ ‬لفظة‭ ‬نفس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬
       ‭  ‬13‭/ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬النصوص‭ ‬الدالة‭ ‬على ‭  ‬الروح‭ ‬والنفس،‭ ‬نستنتج‭ ‬بان‭ ‬الروح‭ ‬موضوع‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يتغير،‭ ‬بينما‭ ‬للنفس‭ ‬صور‭ ‬وأشكال‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬النفس‭ ‬المطمئنة،‭ ‬والنفس‭ ‬اللوامة،‭ ‬والنفس‭ ‬الأمارة‭ ‬وغيرها؛‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬قبول‭ ‬منطق‭ ‬تلفيقي‭ ‬يحدد‭ ‬بأن‭ :  ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬النفس‭ ‬و‭ ‬الروح‭ ‬فرق‭ ‬بالصفات‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بالذات، ‭  ‬بل‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديد‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬قابلية‭ ‬البحث‭ ‬والتمحيص‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬البحث‭ ‬فيها‭ ‬او‭ ‬ما‭ ‬ورائها‭ .‬
       ‭  ‬14‭/ ‬لا‭ ‬يحسن‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬استعمال‭ ‬لفظة‭ ‬روح‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬لفظة‭ ‬نفس‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬عيسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام:‬ ‭*‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬مريم‭ ‬أأنت‭ ‬قلت‭ ‬للناس‭ ‬اتخذوني‭ ‬وامي‭ ‬الهين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬قال‭ ‬سبحانك‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬لى‭ ‬ان‭ ‬اقول‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬لي‭ ‬بحق‭ ‬ان‭ ‬قلته‭ ‬فقد‭ ‬علمته‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬اعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬انك‭ ‬انت‭ ‬علام‭ ‬الغيوب‭*‬—‭ ‬المائدة‭   ‬١١٦‭ ‬،‭ ‬ولو‭ ‬صح‭ ‬استعمال‭ ‬كلا‭ ‬اللفظين‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مكان‭ ‬الأخر‭ ‬لصح‭ ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬عيسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ : ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬روحي‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬اعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬روحك،‭ ‬باعتبار‭ ‬ان‭ ‬اللفظين‭ ‬يؤديان‭ ‬معنى‭ ‬واحدا‭.‬
       ‭  ‬15‭ / ‬ان‭ ‬الشهوة‭ ‬واللهو‭ ‬والمتع‭ ‬والملذات‭ ‬أمور‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالنفس‭ ‬البشرية،‭ ‬ومن‭ ‬الدلائل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬نحن‭ ‬اولياؤكم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬وفي‭ ‬الآخرة‭ ‬و‭ ‬لكم‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬تشتهي‭ ‬انفسكم‭ ‬ولكم‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬تدعون‭*‬—فصلت‭ ‬٣١‭ ‬،‭ ‬كذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: *‬ان‭ ‬هي‭ ‬الا‭ ‬أسماء‭ ‬سميتموها‭ ‬أنتم‭ ‬و‭ ‬آباؤكم‭ ‬ما‭ ‬انزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان‭ ‬إن‭ ‬يتبعون‭ ‬إلا‭ ‬الظن‭ ‬وما‭ ‬تهوى‭ ‬الانفس‭ ‬ولقد‭ ‬جاءهم‭ ‬من‭ ‬ربهم‭ ‬الهدى‭*‬—النجم‭ ‬٢٣‭ ‬؛‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬في‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم‭ ‬ما‭ ‬يفيدنا‭ ‬بان‭ ‬للروح‭ ‬علاقة‭ ‬بالهوى‭ ‬والشهوات‭.‬
وعليه‭ ‬ومن‭ ‬خــلال‭ ‬ما‭ ‬ذكــــــــرناه‭ ‬سابقا،‭ ‬نفيــــــــد‭ ‬بان‭ ‬هنـاك‭ ‬فرقاً‭ ‬بين‭ ‬الــــــروح‭ ‬والنـفــــــــس‭ ‬ً،‭ ‬وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬نرى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬توضيحات‭ ‬متصلة‭ ‬بهذه‭ ‬المسألة،‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬عدم‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬مسالة‭ ‬الروح‭ ‬وموضوع‭ ‬النفس ‭  ‬يوقع‭ ‬المفكرين‭ ‬في‭ ‬محظور‭ ‬بين ‭  ‬رغبتهم‭ ‬الأكيدة‭ ‬في‭ ‬استكشاف‭ ‬كنه‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬لازالت‭ ‬تحير‭ ‬ذهن‭ ‬الإنسان‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬الأمر‭ ‬القطعي‭ ‬بعدم‭ ‬بحث‭ ‬مسألة‭ ‬الروح،‭ ‬و‭ ‬ذلك‭ ‬قوله‭ ‬تعالى: ‬‭*‬و‭ ‬يسألونك‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬قل‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬امر‭ ‬ربي‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬اوتيتم‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬الا‭ ‬قليلا‭*‬—الإسراء‭ ‬٨٥‭ ‬‭.‬
فجاء‭ ‬في‭ ‬كتاب‭: ‬مفصل‭ ‬الإنسان‭ ‬روح‭ ‬لا‭ ‬جسد‭ ‬للدكتور‭ ‬رؤوف‭ ‬عبيد‭ : ‬وحتى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتذرعون‭ ‬بالآية‭ ‬الكريمة : ‬‭*‬ويسألونك‭ ‬عن‭ ‬الروح‭...*‬—الإسراء‭ ‬٨٥‭ ‬،‭ ‬يخونهم‭ ‬التوفيق،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يمتنع‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬الروحيين‭ ‬لم‭ ‬يزعم‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تأتمر‭ ‬بأمره،‭ ‬بل‭ ‬الكل‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬الروح‭ ‬تأتمر‭ ‬بأمر‭ ‬الله‭ ‬وحده،‭ ‬والظواهر‭ ‬الروحية‭ ‬التي‭ ‬خضعت‭ ‬للتحقيق‭ ‬ظواهر‭ ‬تلقائية‭ ‬Spontaneous،‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬يزعم‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬ان‭ ‬له‭ ‬سلطاناً‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬سلطان‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬المادة‭ ‬او‭ ‬الطاقة‭ ‬مثلاًب؛‭ ‬وبالضبط‭ ‬يمكن‭ ‬الرد‭ ‬بان‭ ‬الظواهر‭ ‬طالما‭ ‬هي‭ ‬تلقائية‭ ‬فلا‭ ‬ضرورة‭ ‬لدراستها‭ ‬بيد‭ ‬ان‭ ‬التلقائية‭ ‬تنفي‭ ‬قدرة‭ ‬الإثبات‭ ‬فلا‭ ‬ضرورة‭ ‬لبحث‭ ‬مسالة‭ ‬الروح‭ ‬أساسا‭ , ‬بالإضافة‭ ‬ألي‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يورده‭ ‬الرأي‭ ‬السابق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ألا‭ ‬قول‭ ‬توفيقي‭ ‬بين‭ ‬رغبة‭ ‬البحث‭ ‬المشروعة‭ ‬وموضوع‭ ‬البحث‭ ‬الغير‭ ‬المشروع،‭ ‬ونقول ‭  ‬ان‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬لم‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬بحث‭ ‬مسالة‭ ‬الروح‭ ‬ولان‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬أمره‭ ‬ولان‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬بحثها‭ ‬كمسالة‭ ‬علمية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬الروح‭ ‬وبين‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬كما‭ ‬سنوضح‭ ‬لاحقاً‭.‬
     ‭  ‬ويقيناً‭ ‬وعمـــــــلاً‭ ‬بما‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬الله‭ ‬عز ‭  ‬وجل‭ ‬عن‭ ‬وجوب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬البشـرية،‭ ‬حيث‭ ‬قال ‭  ‬تعالى: ‬‭*‬وفي‭ ‬أنفسكم‭ ‬افلا‭ ‬تبصرون‭*‬—الذاريات‭ ‬٢١‭ ‬، ونرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحث‭ ‬الإلهي‭ ‬طريقاً‭ ‬نحو‭ ‬معرفة‭ ‬حقيقية‭ ‬بحقيقة‭ ‬النفس‭ ‬البشرية،‭ ‬وليتسنى‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬خصائصها‭ ‬وطرق‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬الأطر‭ ‬السلوكية‭ ‬والصحية‭ ‬اكتشاف‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬عظمة‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬و‭ ‬جل‭ ‬وإبداعه‭ ‬في‭ ‬خلقه‭ ‬للمركب‭ ‬الإنساني‭.‬
       ‭  ‬                         د‭. ‬حسن‭ ‬علي‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭