Pas à pas... خطوة بخطوة

بحوث في النَفَسِيّة

إنسياق متموضع

Recherches Spirites


Dérive situationniste


« Naître, mourir, renaître encore et progresser sans cesse, telle est la loi »

« ولادة ثم ممات ثم ولادة مجددا مرة بعد أخرى، فتطور دون هوادة؛ تلك هي سنة الحياة !»

De l'âme à l'Esprit من الروح إلى النفس

خلافا لما يذهب إليه البعض، من باب التعريب الحرفي، من ترجمة Spiritisme إلى الأرواحية، فإني أعتقد أن أفضل ترجمة لهذه الكلمة هي ما ارتأيت وكما أبينه في هذه المدونة؛ فالترجمة الأفضل لكلمة Esprit هي النفس، بينما تبقى الروح مرادفة لكلمة Âme؛ وبذلك يكون التعريب الآصح لكلمة Spiritisme هو : النفسية، بتحريك النون والفاء.

L'Esprit en islam (4) الروح في الإسلام

في لقاء أرواح الأحياء والأموات
مقتطف من كتاب 
الروح
في الكلام على على أرواح الأموات والأحياء
 بالدلائل من الكتاب والسنة
والآثار وأقوال العلماء 
لمؤلفه
محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله 
المعروف بابن قيم الجوزية
المسألة الثالثة وهى هل تتلاقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا
شواهد هذه المسألة وأدلتها كثر من أن يحصيها إلا الله تعالى والحس والواقع من أعدل الشهود بها، فتلتقي أرواح الأحياء والأموات كما تلتقي أرواح الأحياء، وقد قال تعالى :« الله يَتوفي الأنفس حين موتها والتى لم تمت في منامها فيُمسك التى قضي عليها الموت ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (سورة الزمر، الآية : 42). 
قال أبو عبد الله بن منده : حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن حسين الحراني، حدثنا جدى أحمد بن شعيب، حدثنا موسى بن عين، عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في هذه الآية، قال : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتسألون بينهم، فيمسك الله أرواح الموتى، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها (ذكره الطبري في «تفسيره» [12\9]). 
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره : حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا الحسين، حدثنا عامر، حدثنا إسباط عن السدي، في قوله تعالى : «والتى لم تمت في منامها« (الزمر : 42) قال : يتوفاها في منامها، فيلتقي روح الحى وروح الميت فيتذاكران ويتعارفان. قال : فترجع روح الحى إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجلها، وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتحبس (ذكره الطبري في «تفسيره» [12\9]).  
وهذا أحد القولين في الآية، وهو أن الممسكة من تُوُفيت وفاة الموت أولا، والمرسلة من توفيت وفاة النوم. والمعنى على هذا القول أنه يتوفي نفس الميت فيمسكها ولا يرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة، ويتوفي نفس النائم ثم يرسلها إلى جسده إلى بقية أجلها، فيتوفاها الوفاة الأخرى......
والقول الثاني في الآية : أن الممسكة والمرسلة في الآية كلاهما تُوفي وفاة النوم، فمن استكملت أجلها أمسكها عنده فلا يردها إلى جسدها، ومن لم تستكمل أجلها ردها إلى جسدها لتستكمله؛ واختار شيخ الإسلام هذا القول، وقال : عليه يدل القرآن والسنة، قال : فإنه سبحانه ذكر إمساك التى قضي عليها الموت من هذه الأنفس التى توفاها وفاة النوم، وأما التى توفاها حين موتها فتلك لم يصفها بامساك ولا بإرسال، بل هى قسم ثالث. 
والذي يترجح هو القول الأول، لأنه سبحانه أخبر بوفاتين : وفاة كبرى وهى وفاة الموت، ووفاة صغرى وهى وفاة النوم. وقسم الأرواح قسمين : قسما قضي عليها بالموت فأمسكها عنده، وهى التى توفاها وفاة الموت، وقسما لها بقية أجل فردها إلى جسدها إلى استكمال أجلهاإ وجعل سبحانه الإمساك والإرسال حكمين للوفاتين المذكورتين أولا، فهذه ممسكة، وهذه مرسلة، وأخبر أن التى لم تمت هى التى توفاها في منامها، فلو كان قد قسم وفاة النوم إلى قسمين : وفاة موت ووفاة نوم لم يقل : «والتى لم تمت في منامها» (سورة الزمر، الآية : 42) فإنها من حين قُبضت ماتت، وهو سبحانه قد أخبر أنها لم تمت، فكيف يقول بعد ذلك : «فيمسك التى قضي عليها الموتَ «. ولمن نصر هذا القول أن يقول : قوله تعالى : «فيمسك التى قضى عليها الموت» بعد أن توفاها وفاة النوم، فهو سبحانه توفاها أولا وفاة نوم، ثم قضي عليها الموت بعد ذلك؛ والتحقيق أن الآية تتناول النوعين، فإنه سبحانه ذكر وفاتين : وفاة نوم ووفاة موت، وذكر إمساك المتوفاة وإرسال الأخرى، ومعلوم أنه سبحانه يمسك كل نفس ميت سواء مات في النوم أو في اليقظة ويرسل نفس من لم يمت، فقوله : «يتوفي الأنفس حين موتها» يتناول من مات في اليقظة ومن مات في المنام.
وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحى يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحي، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل، وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه، وربما أخبره بدَيْن عليه وذكر له شواهده وأدلته.
وأبلغ من هذا أنه يخبر بما عمله من عمل لم يطلع عليه أحد من العالمين، وأبلغ من هذا أنه يخبره أنك تأتينا إلى وقت كذا وكذا فيكون كما أخبر، وربما أخبره عن أمور يقطع الحى أنه لم يكن يعرفها غيره؛ وقد ذكرنا قصة الصعب بن جثامة وقوله لعوف بن مالك ما قال له وذكرنا قصة ثابت بن قيس بن شماس وأخباره لمن رآه يدرعه وما عليه من الدين. وقصة صدقة بن سليمان الجعفرى وأخبار ابنه له بما عمل من بعده، وقصة شبيب بن شيبة وقول أمه له بعد الموت : جزاك الله خيرا حيث لقنها لا إله إلا الله، وقصة الفضل بن الموفق مع ابنه وإخباره إياه بعلمه بزيارته. وقال سعيد بن المسيب : التقي عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي، فقال أحدهما للآخر : إن مت قبلى فالقني فاخبرني ما لقيت من ربك، وإن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك. فقال الآخر : وهل تلتقي الأموات والأحياء؟ قال : نعم، أرواحهم في الجنة تذهب حيث تشاء. قال فمات فلان، فلقيه في المنام، فقال : توكل وأبشر! فلم أر مثل التوكل قط.

ورأى حماد بن سلمة (هو حماد بن سلمة ين دينار، الإمام، القدوة، شيخ الإسلام)، أبو سلمة البصري، النحوي، النحوي، البزاز، الخِرَقي، البطائني. وكان من أئمة الدين، وكان مع إمامته في الحديث إماما كبيرا في العربية، فقيها فصيحا، رأسا في السنة، وصاحب تصانيف؛ وكان يعد من الأبدال (جاء في النفيس : الأبدال : قوم من الصالحين، لا تخلو الدنيا منهم، لا يموت أحدهم إلا قام مكانه آخر من سائر الناس؛ كأنهم أرادوا أبدال الأنبياء وخلفائهم، وهم عند القوم سبعة _ النفيس من كنوز القواميس. صفوة المتن اللغوي من تاج العروس ومراجعه الكبرى لخليفة محمد التليسي - الدار العربية للكتاب. ليبيا-تونس، 2003)، وعلامة الأبدال ألا يولد لهم، تزوج سبعين إمرأة ولم يولد له؛ وتوفي سنة 167هجرية  في النوم بعض الأصحاب، فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال : قال لى : طال ما كددت نفسك في الدنيا، فاليوم أطيل راحتك وراحة المتعبين.  
وهذا باب طويل جدا، فإن لم تسمح نفسك بتصديقه وقلت : هذه منامات، وهي غير معصومة، فتأمل من رأى صاحبا له أو قريبا أو غيره، فأخبره بأمر لا يعلمه إلا صاحب الرؤيا، أو أخبره بمال دفنه، أو حذره من أمر يقع، أو بشره بأمر يوجد فوقع كما قال، أو أخبره بأنه يموت هو أو بعض أهله إلى كذا وكذا فيقع كما أخبر، أو أخبره بخصب أو جدب أو عدو أو نازلة أو مرض أو بغرض له فوقع كما أخبره؛ والواقع من ذلك لا يحصيه إلا الله، والناس مشتركون فيه، وقد رأينا نحن وغيرنا من ذاك عجائب.  
وأبطل من قال : إن هذه كلها علوم وعقائد في النفس تظهر لصاحبها عند انقطاع نفسه عن الشواغل البدنية بالنوم، وهذا عين الباطل والمحال، فإن النفس لم يكن فيها قط معرفة هذه الأمور التي يخبر بها الميت، ولا خطرت ببالها، ولا عندها علامة عليها، ولا أمارة بوجه ما؛ ونحن لا ننكر أن الأمر قد يقع كذلك.
وإن من الرؤيا ما يكون من حديث النفس وصورة الاعتقاد، بل كثير من مرائى الناس إنما هي من مجرد صور اعتقادهم المطابق وغير المطابق
فإن الرؤيا على ثلاثة أنواع : رؤيا من الله، ورؤيا من الشيطان، ورؤيا من حديث النفس. 
والرؤيا الصحيحة أقسام، منها إلهام يلقيه الله سبحانه في قلب العبد، وهو كلام يكلم به الرب عبده في المنام، كما قال عبادة بن الصامت وغيره.
ومنها مثل يضربه له ملك الرؤيا الموكل بها.
ومنها التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه وغيرهم كما ذكرنا. 
ومنها عروج روحه إلى الله سبحانه وخطابها له.
ومنها دخول روحه إلى الجنة ومشاهدتها وغير ذلك. فالتقاء أرواح الأحياء والموتى نوع من أنواع الرؤيا الصحيحة التي هي عند الناس من جنس المحسوسات.
وهذا موضع اضطرب فيه الناس؛ فمن قائل : إن العلوم كلها كامنة في النفس، وإنما اشتغالها بعالم الحس يحجب عنها مطالعتها، فإذا تجردت بالنوم رأت منها بحسب استعدادها، ولما كان تجردها بالموت أكمل كانت علومها ومعارفها هناك أكمل، 
وهذا فيه حق وباطل، فلا يرد كله ولا يقبل كله؛ فإن تجرد النفس يطلعها على علوم ومعارف لا تحصل بدون التجرد، لكن لو تجردت كل التجرد لم تطلع على علم الله الذي بعث به رسوله وعلى تفاصيل ما أخبر به عن الرسل الماضية والأمم الخالية، وتفاصيل المعاد، وأشراط الساعة، وتفاصيل الأمر والنهي، والأسماء والصفات والأفعال، وغير ذلك مما لا يعلم إلا بالوحي؛ ولكن تجرد النفس عون لها على معرفة ذلك وتلقيه من معدنه أسهل وأقرب وأكثر مما يحصل للنفس المنغمسة في الشواغل البدنية.  
ومن قائل : إن هذه المرائى علوم علقها الله في النفس ابتداء بلا سبب، وهذا قول منكرى الأسباب والحكم القوى، وهو قول مخالف للشرع والعقل والفطرة.
ومن قائل : إن الرؤيا أمثال مضروبة يضربها الله للعبد بحسب استعدادٍ ألفه على يد ملك الرؤيا، فمرة يكون مثلا مضروبا، ومرة يكون نفس ما رآه الرائى فيطابق الواقع مطابقة العلم لمعلومه. وهذا أقرب من القولين قبله، ولكن الرؤيا ليست مقصورة عليه، بل لها أسباب أُخر كما تقدم من ملاقاة الأرواح وإخبار بعضها بعضا، ومن إلقاء الملك الذي في القلب والروع، ومن رؤية الروح للأشياء مكافحة بلا واسطة.
وقد ذكر أبو عبد الله بن منده الحافظ في كتاب النفس والروح، من حديث محمد بن حميد : حدثنا عبد الرحمن بن مغراء الدروسى، حدثنا الأزهر بن عبد الله الأزدى، عن محمد بن عجلان، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال : لقي عمر بن الخطاب على بن أبى طالب، فقال له : يا أبا الحسن، ربما شهدت وغبنا، وشهدنا وغبت. ثلاث أسألك عنهن، عندك منهن علم؟ فقال على ابن أبى طالب : وما هن؟ فقال : الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا. فقال على : نعم، سمعت رسول الله يقول : «إن الأرواح جنود مجندة تلتقى في الهواء فتشأم، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» (أخرجه الحاكم في [50] كتاب الفتن والملاحم [الحديث 8296]، وذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين [6\182][6\183]، وذكره الهندي في كنز العمال [الحديث 24739]، وذكره السيوطي في جمع الجوامع [الحديث 5375]، وذكره الخطيب الغدادي في تاريخ بغداد [8\206]، وأخرجه الهيثمي في [2] كتاب العلم [64] باب سؤال العالم عن ما لا يعلم [الحديث : 738]).
فقال عمر:  واحدة. قال عمر : والرجل يحدث الحديث إذ نسيه، فبينا هو وما نسيه إذ ذكره. فقال : نعم، سمعت رسول الله يقول : «ما في القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر مضيء إذا تجللته سحابة الظلم إذا تجلت فأضاء وبينا القلب يتحدث إذ تجللته سحابة فنسى إذ تجلت عنه فيذكر». 
قال عمر : اثنتان. قال : والرجل يرى الرؤيا، فمنها ما يصدق، ومنها ما يكذب؟ فقال : نعم، سمعت رسول الله يقول : «ما من عبد ينام يمتلىء نوما إلا عرج بروحه إلى العرش، فالذى لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فهي التي تكذب». فقال عمر : ثلاث كنت في طلبهن، فالحمد لله الذي أصبتهن قبل الموت» (أخرجه الحاكم في [47] كتاب تعبير الرؤيا [الحديث : 8199] وذكره الذهبي في التلخيص : [حديث منكر لم يصححه المؤلف، وكأن الآفة من أزهر]).